في باب سيرة حياة ابن سينا، هناك رواية حول حياة ابن سينا عرضها طالبه "الجوزجاني" وذلك لإن ابن سينا يعتبر كتابة السيرة عملا غير متعارفٍ وغير تقليدي. ابن سينا هو حسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا الملقب ب"أبو علي سينا".
وُلد ابن سينا سنة 370 هـ في قرية أفشنة بالقرب من بخارى وكان والده واليا لقرية "خرميثن" والذي تم تنصيبه من قبل إمراء السامانيين. ذهب ابن سينا برفقة عائلته إلى بخارى حيث تلقى التعليم الأساسي في علوم ذاك الزمان، ثم تلقى علوم المنطق والطب بسرعة كبيرة.
في ذلك الوقت، مكنته معالجة "نوح بن منصور" الأمير الساماني من الإستفادة من مكتبة الأمير. مع تزلزل قوة السامانيين وصعود الغزنويين، وكذلك وفاة والده، هاجر الشيخ الرئيس أولاً إلى خوارزم ثم ذهب إلى غورغان، حيث تعرّف على طالبه النجيب "الجوزجاني". ثم بعد ذلك عالج الشيخ الرئيس "شمس الدولة"، الأمير الديلمي وعلى إثر ذلك قام بتعيينه وزيراً.
لكن قدرته على إدارة الوزارة لم تكن متماشية مع معرفته بعلوم الفلسفية والمنطق والطب، ولأسباب مادية تمردت القوات العسكرية وتم حبسه في السجن لفترة قصيرة، ولكن مرة أخرى تم تقليده منصب الوزارة وذلك لمعالجته شمس الدولة أمير مرة أخرى. بعد وفاة شمس الدولة وخلافة ابنه، سما الدولة، ابن سينا فضل البقاء في منصبه، مفضلاً مكاتبة حاكم أصفهان، علاء الدولة سراً.
غضب سماء الدولة من المكاتبات السرية التي قام بها ابن سينا وسجنه في قلعة "فردجان"، لكنه في النهاية تمكن من تحرير نفسه من السجن والهروب إلى أصفهان والعودة مع علاء الدين منتصراً إلى همدان. في عام 428 هجري، توفي ابن سينا بسبب مرض "الكولون" وهو المرض نفسه الذي أصاب أمراء السامانيين والديلميين والذي وفق الشيخ الرئيس لمعالجتهم منه. من مؤلفات ومآثر ابن سينا يمكننا أن نذكر على سبيل المثال: الشفاء، النجاة، الإشارات والتنبيهات، القانون في الطب، رسالة حي بن يقظان ومنطق المشرقيين.