أصدر المجمع الدولي لأساتذة الجامعات المسلمين بيانا إثر إعتقال العالم البارز الإيراني الشهير الدكتور مسعود سليماني..
بسم الله الرحمن الرحیم
بيان المجمع الدولي لأساتذة الجامعات المسلمين، لإدانة اعتقال الدكتور مسعود سليماني من قبل الحكومة الأمريكية.
الأساتذة المحترمين والأكاديميين الأعزاء حول العالم:
كما تعلمون، الدكتور مسعود سليماني، العالِم البارز في أمراض الدم والخلايا الجذعية، والذي يُعد من بين واحد بالمئة من العلماء المميزين في العالم، من حيث التوثيق العلمي في المجلات العلمية المرموقة، ما يزال رهن الاعتقال التعسفي للشهر الثامن على التوالي، في سجون مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) وذلك في ظل صمت منظمات حقوق الإنسان. الاعتقال غير القانوني والتعسفي للبروفسور سليماني، الأستاذ في جامعة "تربيت مدرس" ورئيس "رابطة أمراض الدم" الإيرانية، هو فصل أخر من فصول تآمر الولايات المتحدة الأمريكية وانتهاكات حقوق الإنسان المتكررة ضد الشعب الإيراني.
ونظراً لإن الدكتور سليماني دخل الأراضي الأمريكية بشكل قانوني وبناء على دعوة رسمية وجهتها له مؤسسة "مايوكلينيك"، وهي مؤسسة أكاديمية أمريكية معروفة وذات شهرة عالمية، تم اعتقاله فور دخوله الأراضي الأمريكية، ومنذ ذلك الحين، تم احتجازه دون أي إدانة أو حتى محاكمة، وعليه فإن مسؤولية سلامة الدكتور سليماني تقع على عاتق الحكومة الأمريكية والمؤسسة التي قامت بدعوته.
وفي سياقٍ متصل فلقد كشف الموقف الأمريكي المناهض لحقوق الإنسان تجاه هذا العالِم الإيراني مرة أخرى، عن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة، وهو المواجهة مع الأمة الإيرانية العظيمة. نفس البلد الذي دافعت بعض شخصياته السياسية منذ وقت قريب، عن اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين، يقوم اليوم بإيجاد العراقيل والعقبات ونصب الفخاخ، أمام التقدم العلمي للعلماء الإيرانيين في مجال آخر من المجالات العلمية. اليوم انقشع الغبار وأصبح جليا للعيان أن هدف أمريكا هو منع تطور ونمو إيران وقدراتها بأي وسيلة كانت، بما في ذلك منع التطور والإزدهار العلمي وذلك لضرب الشعب الإيراني.
في السنوات الأخيرة، حاولت الولايات المتحدة باستمرار بسلوكها المنافق، إيقاف حركة البلاد نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي العلمي في مختلف المجالات: فمن جهة سعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة، جاهدة لجذب طلاب النخبة من إيران، وذلك تشجيعا منها على هجرة العقول الإيرانية المتميزة، ومن جهة أخرى، يُعتقل ويُحظر العلماء الإيرانيون والخبراء في مختلف التخصصات العلمية وذلك لأسباب كاذبة ولا أساس لها من الصحة. ثم يتحدثون بوقاحة عن أن الشعب الإيراني شعب إرهابي، هم يظهرون صراحة عداءهم ليس فقط للحكومة المنتخبة من قبل الشعب، بل ويعادون شعب إيران العريق. البيت الأبيض متحمس ومصّر لتحقيق هذا الهدف لدرجة أنه لا يُعير اهتماماً لعواقب هذا السلوك على المستوى الإعلامي.
من جهة أخرى، تشعر أسرة الدكتور سليماني بالقلق الشديد إزاء مرضه وظروف اعتقاله الصعبة للغاية، وكذلك زجّه جنبا إلى جنب مع المجرمين ومهربي المخدرات والبلطجية.
سيجعل هذا العمل العدائي الأمريكي، أساتذة الجامعات على مستوى العالم يترددون في قبول دعوات الجامعات ومعاهد البحوث الأمريكية، وسيكون لديهم تصور بأنهم قد يواجهون مصيراً مشابهاً للإعتقال التعسفي الذي تعرّض له الدكتور سليماني من قبل الشرطة الفيدرالية الأمريكية، لأنه وفقًا لسلوك حكومة الولايات المتحدة ومعاييرها، فإن أي شخص يعمل من أجل تطوير وازدهار جمهورية إيران الإسلامية أو أي دولة مستقلة أخرى، هو متهم ويجب اعتقاله. بالطبع، هذا الاعتقال يعتبر وسام شرف للدكتور سليماني وبالتأكيد لن يمنع تطور وازدهار الجهود العلمية للعلماء الإيرانيين. لن تؤدي جهود الولايات المتحدة وسياساتها، المتمثلة بفرض العقوبات وممارسة الضغوط واعتقال العلماء الإيرانيين، إلى عزلة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل ستفضح السجل الأسود للولايات المتحدة وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.
بصرف النظر عن مبدأ الاعتقال التعسفي للدكتور سليماني، فإن استمرار اعتقاله يتعارض مع الأعراف والقوانين الدولية، وبالتالي يُتوقع أن تسعى الجمعيات الدولية والمؤسسات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم لإدانة هذا العمل اللاإنساني والمطالبة بالإفراج الفوري عن الدكتور سليماني. كما نطالب كل من وزارة الخارجية ووزارة العلوم والتكنولوجيا في جمهورية إيران الإسلامية إلى التحرك وبذل المزيد من الجهود للمساعدة بالإفراج عن الدكتور سليماني في أقرب وقت ممكن، وتمويل التكاليف المترتبة على إنهاء هذا الاحتجاز غير القانوني.
المجمع الدولي لأساتذة الجامعات المسلمين، بصفته منظمة غير حكومية، مؤلفة من أساتذة مسلمين من جامعات حول العالم، ندين وبشدة هذه الخطوة التي اتخذتها حكومة الولايات المتحدة وندعو لحراك واسع للمجتمعات الأكاديمية لإنهاء الإعتقال التعسفي الذي قامت به الولايات المتحدة.